16 Dec 2013

شـــارك … تنـــجح

“اعمل الصح…اعمل الصح… اعمل الصح” الحكمة التي قالها غسان مطر لحزلقوم، و إني مؤمن بها إلى المدى، فلتفعل الصحيح في كل حال وكل حين، لكن الأمر أن فعل الصحيح ليس سهلًا على الإطلاق، بل هو الأصعب بين كل الاختيارات، لأنه يواجه النفس البشرية بكل ما تحوي من شوائب، الصحيح أن تصل من قطعك وتتغلب على مشاعر الغضب والحزن وأن تسامح، الصحيح أن تتحدث الصدق وتتحمل التبعات والعواقب، الصحيح أن تشارك رغم حب التملك.

نعم… أن تشارك يعني أن تنجح، هكذا تعلمت من تجارب ما أزال أخوضها وأتعلم منها، هكذا عرفت معنى ريادة الأعمال، أن تكون قاعدتك في الحياة قول الشاعر: “ويفوز باللذات كل مغامر“، المغامرة أن تكون في الخضم بين الكسب والخسارة، تبذل الأسباب قدر استطاعتك دون أن تدري ألنجاح ينتظرك أم طعنة في الظهر؟ لكن كن واثقًا أن الخطأ مفيد كما النجاح، طعنات الظهر تقوّي، والأخطاء تعلم، يقول شاعر: “وبضدها تتميز الأشياء” فلا نهار دون ليل، ولا نهوض دون سقوط.

إن الأفكار كثيرة كثيرة كثيرة، هي نتاج العقل، لكن تبقى الأفكار بلا قيمة ما لم تغص في محيطات التنفيذ، ما لم تسافر من عالم الخيال والأفكار إلى عالم الواقع والحقيقة، وكيف تصير الأفكار حقيقة دون مشاركة،؟ كيف نحيل الأحلام حقائق دون أن تتحد العقول والسواعد المؤمنة بالفكرة الشغوفة بما تفعل؟ إن الطريق تراه إذا وضعت نظارة ريادة الأعمال، فترى الفرص العظيمة فيما يراه الآخرون أخطارًا وعوائق، أن ترى المنافسة والخصومة فرصة للشراكة، للتطور والنمو، للتكامل والإبداع.

لقد تعلمت بالطريقة الصعبة، تعلمت من تجارب عدة دروسًا عدة، شاركت الفكرة يومًا وتلقيت الطعنة في الظهر قاسية، وكتبت متألمًا وكلي شعور بالظلم مقالي “يا سارقي الأحلام إنكم لظالمون” 

http://goo.gl/XbPXKD 

لكني راجعت نفسي، واستوعبت الدرس الصعب وكتبت “عزم الأمور أفضل”  

http://goo.gl/ogxCZx 

عزم الأمور أفضل… نعم، لكنه أصعب، أن تسامح وتمضي إلى الأمام، أنت المتضرر الوحيد من الشعور بهذا الألم والغضب، أن تعلم أن الأفكار هي الباقية، أنك إن ظننت أنك خسرت حلمك لا تقلق، دائمًا تستطيع أن تنهض، أن تخلق الأمل من الألم، أليس “ستيف جوبز” مؤسس “أبل” الخالدة قد طُرد من شركته التي أسسها حجرًا بحجر؟ بعد أن صعد الجبل رموه من القمة، لكنه نهض وبنى جبالًا جديدة، فقط ارتدى نظارة الريادي، رأى الفرصة فيما رآه الآخرون كارثة.

http://goo.gl/tms5vN  

في مشروع آخر، في نهاية عملي به، قدمت لشركائي ورقة بقائمة أخطائي التي ارتكبتها على مدار عام، هذه الورقة علمتني الكثير، أن أصارح نفسي وأستفيد من عثراتي، تعلمت من عمل آخر أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، مطالب صبور، مؤمن برسالة وبحلم.

يقول د.خالد إسماعيل – مستثمر ومدير بشركة “إنتل” – بأن المشاركة تسمح بالنمو، والنجاح أن تملك 5% من شركة أسستها ونمت حتى صارت قيمتها بالملايين، لا أن تملك شركتك 100% وتبقى قيمتها صغيرة لا تنمو.

المشاركة لا شك مخاطرة، أن يُتخذ قرار خطأ، لكن تعلمت أن أعتنق قول شاعر النيل حافظ إبراهيم:

رأي الجماعة لا تشقى البلاد به *** رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها 

نعم، خطأ الجماعة خير من صواب الفرد، أن يملي فرد رأيه على المجموعة وإن كان صحيحًا يعني حقدًا وغلًّا وشقاقًا وإجبارًا، يعني تفتت الثقة، لكن رأي المجموعة تكاتف وثقة وتحمل للمسؤولية، إن كان صوابًا فالكل شريك، وإن كان خطأً فالكل يتعلم ويعين أخاه على النهوض.

أن تشارك… مخاطرة لا شك، أن تشارك… مغامرة لا تدري نواتجها، لا تدرك عواقبها، أن تشارك… كلمة قد تبدو معها صورة مظلمة وخسارة فادحة، لكن أقول اليوم بكل يقين، برغبة عارمة بالمجازفة، أن تشارك …. أن تنجح


Asim El Sayed

Comments

  1. […] دلوقتي كأنطربرونور لما باجي أبص علي مواقف معينة, ومفروض أتصرف فيها إزاي, بتداعلبني كلمة “تتعالي”, لما تقابلك مواقف مش ظريفة هيبقي عندك حلين لإلا تتعالي وتتكبر التعالي بتاع الإيجو وتبقي الشخص المجروح اللي بيعمل حاجة مش عايزها ومش بيعبر عن نفسه, او تتعالي عن إنك تنزل لمستوي ناس مش أخلاقيين, تتعالي إنها تكون جزء في تحويل خدمة الناس الي صراع, تتعالي وتاخد القرار الصعب, زي ما عاصم السيد بيقول في شــــارك … تنـــــجح […]

Comments are closed.